قصيدة لأبي اليقظان في جبل نفوسة وعلمائه ومؤلفاتهم

النِّيلُ فَاضَ على الرُّبَا والوَادِي ... فاعْجَبْ بِوَادٍ مُنْعِشٍ بالوَادِي
يا نَاميًا جَدَّدْتَ عَهْدًا صَوَّحَتْ ... أَعْشَابُهُ فَنَمَتْ بِزَهْرِ وِدَادِ
فاسْألْ نَفُوسَةَ كيف مَدَّتْ نُورَها ... مُنْذُ الجُدُودِ إلى حِمَى أَجْدَادِي
فالوَضْعُ والإِيضَاحُ ثُمَّ قَواعِدُ الـ ... * ... إِسْلامِ تَشْهَدُ أنَّها كالحَادِي
وقَنَاطِرُ الخَيْرَاتِ قَدْ مَدَّتْ بِهَا ... جِسْرَ الحِيَاة لَنَا إلى الإِسْعَادِ
لولا ابنُ إِسْمَاعِيلَ ما خِلْنَا لَنَا ... ذَهَبَ الإمامِ القُطْبِ كالإِسْنَادِ
وبِفَضْلِ عَامِرِنَا تَدَفَّقَ نِيلُنَا ... بَيْنَ الرِّيَاضِ عَلَى رُبىً وَوِهَادِ
لولاهُمَا ما كانَ مِنْ شَرْحٍ لَنَا ... لِلْقُطْبِ بَيْنَ نَوَابِعِ الأَوْتَادِ
لولا ابنُ بَكْرٍ ما تَأَسَّسَ شَعْبُنا ... مِيزَابُ إِذْ سِرْنَا بِهِ بِسَدَادِ
لولا ابنُ يَحْيَى وابنُهُ السَّامِي لَمَا ... نُفِخَتْ بِنَا رُوحُ الحَيَاةِ بِنَادِ
يا نامِيًا حُزْتَ المَكَارِمَ والنَّمَا ... ضَخَّمْتَ قَطْرَتَنَا بِقَطْرِ مِدَادِ
مِنْ حُسْنِ ظَنِّكَ سَحَّ مُزْنُكَ بَيْنَنَا ... مُتَهَاطِلاً عَنَّا كَصَوْبِ عِهَادِ
مِنْ أينَ لِي أَنْ أَحْمِلَنَّ نُعُوتَكُمْ ... بَيْنَ الرِّجَالِ وَصَفْوَةِ الأَمْجَادِ ؟
لولا صَفَاءُ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ ... بَيْنَ الشَّبَابِ سُلالَةِ الأَجْدَادِ
مَاذا بَنَيْنَا للبِلادِ كَمَا بَنَى ... أَسْلافُنَا العُظَمَاءُ للأَحْفَادِ ؟
هُمْ أَلْجَمُوا المُسْتَصْعِبَاتِ وَأَسْرَجُوا ... خَيْلاً فَلَمْ نَرْكَبْ مُتُونَ جِيَادِ
هُمْ مَهَّدُوا هُمْ عَبَّدُوا هُمْ سَدَّدُوا ... هُمْ أَرْشَدُوا وَغَدَوْا مَعَ العُبَّادِ
وَبِحَزْمِهِمْ جَمَعُوا السَّعَادَةَ هَاهُنَا ... وهُنَاكَ بَيْنَ مَزَالِقِ الأَخْدَادِ
عَاشُوا عَمَالِيقَ الحَيَاةِ وَهُمْ هُمُ ... بِيضُ الوُجُوهِ بِنَضْرَةِ الأَوْلادِ
وَلَنَحْنُ أَقْزَامٌ إِزَاءَ قُوُاهُمُ ... في الضَّعْفِ بَيْنَ مَخَالِبِ الآسَادِ
إِنْ كانَ مِنْ شَيْءٍ هُنَاكَ فَعَوْنُهُ ... سُبْحَانَهُ قَدْ فَاضَ بالأَمْدَادِ
فالضَّعْفُ مِنَّا قُوَّةٌ نَوَوِيَّةٌ ... والقُلُّ كُثْرٌ مِنْهُ في التَّعْدَادِ
للجيب كَنْزٌ لَيْسَ يَفْنَى نَبْعُهُ ... والنَّبْعُ فَيْضُ اللهِ دُونَ نَفَادِ
والسَّعْيُ مِنَّا مُثْمِرٌ بِفُيُوضِهِ ... والسَّقْمُ يَنْبِضُ مِنْ كَمَا الأَجْسَادِ
والخَصْمُ ذَرَّاتُ الْهَبَاءِ مَعَ الفَضَا ... واللهُ يَرْقُبُ وَهْوُ بِالْمِرْصَادِ
واهْتِفْ لأَفْلَحَ في البُنَاةِ وَقَدْ غَدَا ... بِاللهِ في صَفٍّ عَلَى الإِلْحَادِ
فَهُوَ الأَحَقُّ بِوَصْفِكُمْ أَهْلٌ لَهُ ... طِبْقًا لِطِبْقٍ في قَنَا الأَطْوَادِ
بَدْرٌ كَوَاكِبُهُ أَنَارَتْ أُفْقَنَا ... فَتَكَامَلَتْ أَنْوَارُهُ في الضَّادِ
كالْمُزْنِ حِينَ تَلاقَحَتْ أَجْوَاؤُهُ ... وَتَلاحَقَتْ وَتَدَفَّقَتْ في الوَادِي

[/b][b]

بارك الله فيك اخي تنميرين على هذه الذره الرائعه

بَدْرٌ كَوَاكِبُهُ أَنَارَتْ أُفْقَنَا

مشكور وبارك الله فيك

للجيب كَنْزٌ لَيْسَ يَفْنَى نَبْعُهُ ... والنَّبْعُ فَيْضُ اللهِ دُونَ نَفَادِ
والسَّعْيُ مِنَّا مُثْمِرٌ بِفُيُوضِهِ ... والسَّقْمُ يَنْبِضُ مِنْ كَمَا الأَجْسَادِ
والخَصْمُ ذَرَّاتُ الْهَبَاءِ مَعَ الفَضَا ... واللهُ يَرْقُبُ وَهْوُ بِالْمِرْصَادِ
واهْتِفْ لأَفْلَحَ في البُنَاةِ وَقَدْ غَدَا ... بِاللهِ في صَفٍّ عَلَى الإِلْحَادِ
فَهُوَ الأَحَقُّ بِوَصْفِكُمْ أَهْلٌ لَهُ ... طِبْقًا لِطِبْقٍ في قَنَا الأَطْوَادِ

» موسوعة نفوسة
» تاريخ نفوسة
» المساجد التاريخية في جبل نفوسة
» قصيدة الحرية
» قصيدة رائعة لاحمد رفيق المهدوي